نوفل ابورغيف
كما يفعلُ الموتُ في كل مرة ..
يقطفنا واحداً واحداً
ويطفئُ فناراً آخرَ
فيختلطُ الليلُ بالوحشةِ
وتحترقُ المواعيد
وليس في الدفاتر متسعٌ للوجع
فنصافحُ أقدارَنا
ونردِّدُ بمرارةٍ وانكسار ،
ومن دون مصافحةٍ أو عِناق: وداعاً
ولكن ياصاحبي ..
يا صديقَ المحطاتِ الأولى
والانتظارات والألم
كيفَ تركتَ القوافي بغتةً
ورحلتَ عند أول مساءٍ يقترحُهُ الشتاء؟
وأيَّ طريقٍ سلكتَ لهذا الغياب؟
ومن سيؤنسُ المنصةَ في وحشة الكلمات ؟
كنتَ جرحاً مجلجلاً
ونزفاً سومرياً
وقطفتكَ المنية قبلَ اكتمالِ الفصول
لينبتَ صوتُكَ في جدار الضوء الممتد
ومازلتَ تهمسُ بيننا بما كنتَ ترددُهُ البارحة :
((بصرخه ابتديت العُمر،، وصرخات من ينتهي،،
ومحد يروح وياي..))
لا تنسَ أن تسلم على أصدقائنا هناك ..
وأنتم تستكملون قافلة الوجع العراقي العنيد؟