الخميس 2024/4/25
نشر الدكتور نوفل ابورغيف الوكيل الاقدم لوزارة الثقافة والسياحة والاثار نعياً على صفحته الشخصية في الفيس بوك لوزير الثقافة السابق الراحل د.عبد الامير الحمداني ، جاء فيه :


نَعُدُّ المشرفيَّةَ والعوالي
وتقتُلُنا المَنونُ بلا قتالِ

ونرتَبطُ السوابِقَ مقرباتٍ
وماينجينَ من خَبَبِ الليالي

نَصيبُكَ في حياتِكَ من حبيبٍ
نصيبُكَ في منامِكَ من خيالِ

وداعاً معالي عبد الأمير الحمداني .. 
أيها المحلِّقُ في الوجدانِ ، أيها المتصالحُ مع ذاتِكَ الناصعة على امتداد مشواركَ النبيل، ياصديقنا المفعمَ بالطيبةِ والخير والمحبة والتاريخ والجذور .
لطالما كنتَ الأخَ الحميمَ والصديقَ الذي لايصدأ مهما خفَتَ البريق ، والخليلَ الذي يعزُّ مثلُهُ والله ..
وإنكَ أنتَ مذ عرفناكَ ،ومنذُ اقتربنا منكَ منتصفَ التسعينيات وحتى شهورِكَ الأخيرةِ ، وأنتَ تُصرُّ على مجاراةِ الحياة العنيدة وتنتصرُ للجمال ، 
تُمعنُ في الانتظار وتقطع تضاريسَ هذه العمر الموهومِ ومفازاته العجيبةِ بهمَّتِكَ العاليةِ وعزمِكَ الحثيث وقلبِكَ الشاسع ، فسلاماً أيها الفارعُ كنخيل ذي قار ،
والدافئُ مثلَ ظهيرةٍ سومرية قديمة ..
وداعاً أيها المؤتمَنُ النقيُ الوادعُ ، 
ياحاملاً قلقَ الألواح وأسرارَ الرقُمِ الطينيةِ ومفاتيحَ الحروف العصيّةِ ..
كم كانت طيبةُُ الجنوبِ تضجُّ خلفَ ملامحكَ المعجونةِ بصبرٍ الزمنِ والأنقياء القدامى ، وأنتَ الموجوعُ المكابر حدَّ الصمت ..
وكم هو وهمٌ عجولٌ هذا العمرُ الموحشُ ياصديقَ المحطات الأنقى ..
لانزالُ نستنشقُ ذاك اللقاء ، وكأنه قبل سويعات، في مثل هذه الأيام الرمضانية قبل موسمين حيثُ كُنتَ تقاسمنا هواجسَ العملِ المتشابك ، وتمرُّ على مطبّاتهِ ومنعرجاتهِ القصيَّةِ مرورَ المسافرين الى المحبة والسلام ، فتفتحُ المغاليقَ برويّةٍ وثقةٍ وهدوء .. 
وها أنت ترحلُ قبل اكتمالِ القطاف ، وتتوارى لتعلنَ انطفاءَ السراجِ الأخير ..
إنَّهُ الموتُ ياصاحب المعالي، 
هو الموتُ يا صديقنا العذب 
إنهُ الحقيقةُ الوحيدةُ 
التي تفززنا كلما نسينا هذه الكذبةَ الكبيرةَ التي نسميها الحياة ..
أُرقد بسلامٍ مكللاً بمحبة الصادقين .

          نوفل ابورغيف 
         بغداد/2022/4/29


المشاهدات 766
تاريخ الإضافة 2022/04/30 - 12:45 AM
آخر تحديث 2024/04/25 - 2:17 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 614 الشهر 11440 الكلي 994313
تصميم وتطوير