بمشاركة د.نوفل ابورغيف وضمن المنهاج الثقافي لمعرض بغداد الدولي للكتاب في دورته22 لهذا العام، اُقيمت في قاعة القدس ندوة تفاعلية قدمت فيها الكاتبة والشاعرة وعضو مجلس النواب د.خالدة خليل ورقةً عن(العلاقة بين الأدب وبين المسكوت عنه في السياسة) تناولت فيها أبرز الجوانب التي ينطوي عليها الموضوع وتشكل أهميةً واضحةً في مساحة النخب الاكاديمية والثقافية والسياسية منذ عقدين من عمر التحول في العراق ، وفي هذا السياق قدم الشاعر والناقد د.نوفل أبورغيف وكيل وزارة الثقافة ، مداخلةً مطولةً بهذا الصدد عرض فيها لأوجه التقابل تارة والتباين تارةً اخرى مع ماطرحته الدكتورة خليل تحت هذا العنوان بالاتفاق على الخصائص العامة في هذه القراءة ، مما شكل حواراً تفاعلياً في الندوة التي ادارها وقدم لها مدير قسم تحرير المطبوعات في دار ثقافة الاطفال السيد مناف الموسوي وبحضور ادارة البرنامج الثقافي للمعرض ممثلة بالسيد ابوميثم الجواهري ونخبة مميزة من الحضور وجمهور المعرض ، كما تطرقت الندوة الى دور معرض الكتاب في تبادل الثقافات وفي زيادة منسوب الوعي العام عبر ما تنقله وسائل الاعلام وماتحققه اجواء المعرض من تفاعل نوعي بين رواده وزائريه ، وأكد ابورغيف بأن هذه المحافل ليست وسيلةً لبيع الكتب وترويجها فحسب بل هي فضاء لمشاركة الافكار و الثقافات المختلفة الى جانب كونه متنفساً وفضاءً للعطاء وللابداع وللمثقفين وللسياسيين على حد سواء .
وبعد العرض الشامل الذي قدمته الكاتبة خالدة خليل في هذا السياق واستحضار تجارب الرموز الابداعية والثقافية العراقية والعالمية في ورقتها النقدية ، تطرق الدكتور نوفل ابورغيف بشكل مركَّز الى ضرورة اعادة النظر في اعتبار العلاقة بين الأدب والسياسة سلبيةً مع سبق الاصرار ،  معتبراً اياهما متنينِ مترادفينِ يسيران بخطين متوازيين ولا يمكن بحال من الاحوال فصلهما عن بعضهما ، لافتاً الى ان مشاكل الأوساط الثقافية تفوق مشاكل السياسة أضعافاً فلا يجب التركيز على مناطق القطيعة ومآلاتها وانما يجدر تجسير وتأثيث المناطق المشتركة بين الطرفين ، مختتماً حديثه بتقديم الشكر للشاعرة المحتفى بها وللقائمين على تنفيذ هذه الفعاليات في معرض الكتاب الدولي بدورته المميزة لهذا العام بعد قطيعة قسرية فرضتها الجائحة .