أكد وكيل وزير الثقافة والسياحة والآثار د. نوفل ابو رغيف بأن الخطوة التي تحققت بتصويت مجلس الوزراء على اختيار يوم وطني للعراق تمثلُ باكورةَ المشاريع والمثابات المهمة التي تحرص الوزارة على تحقيقها في هذه الدورة على أساس الأولويات والرؤية الموضوعية ، عادّاً إياها انجازاً وطنياً مميزاً في زحمة الظروف المعقدة التي يشهدها العراق.
وقال ابورغيف في تصريح صحفي , أن نجاح وزير الثقافة د.حسن ناظم في طرح وتبني أصل الفكرة وتعزيز القناعة بها لدى الاطراف المختلفة لإقرار يوم وطني للبلاد بعد ١٧ عاماً من عمر التحول الديمقراطي في العراق ، هو انجاز وطني يحقُّ للوزارة أن تفخر به لكونه جاء ثمرةً لجهود حثيثة قام بها الوزير في مدة قياسية من توليه حقيبة الثقافة فقد شرع بها منذ اليوم الاول لتوليه مهام الوزارة عبر ما قام به من حراك دؤوب ومداولات مفتوحة مع المثقفين والناشطين والجهات والشخصيات السياسية والاجتماعية والحكومية .
واضاف , انتهت القناعة بعد مناقشات مستفيضة للمقترحات التي عُرضت بهذا الصدد الى اختيار تاريخ اعلان الاستقلال التام للعراق ودخوله عضواً في عصبة الأمم في الثالث من تشرين الاول عام ١٩٣٢ ، حيث وقع الاختيار على هذا التاريخ بعد التفصيل والتعمق في مناقشة المناسبات والتواريخ الاخرى
واوضح ابورغيف قائلاً , إننا حين نعدُّ هذه الخطوة انجازاً وطنيا فإنما ننطلق في ذلك من شعور الاحباط المتزايد لدى طبقات واسعة من العراقيين على الصعد المختلفة ورغبتهم في استعادة الدولة لمعالم هيبتها ورفعتها ، منذ التأسيس مروراً بالخراب والحرائق الكبرى التي اشعلها الحقبة الصدامية وصولاً الى الظروف المعقدة والارهاصات التي أحاطت بالعملية السياسية وتداعيات ذلك كله ، فمن غير المنطقي بعد سبعة عشر عاماً من التحول الديمقراطي والتغيير الشامل لبلد عريق مثل العراق أن لا يكون له يوم وطني يمثل عمقه في الاستقلال والحرية والديمقراطية أسوةً بالدول الاخرى التي كان العراق يقف في صدارتها .
مشيراً , الى إن المحطة القادمة لاستكمال هذه الخطوة هي مجلس النواب والقوى السياسية التي تحرص على إقرار هذا القرار ، ليكون الثالث من تشرين الاول يوماً وطنيا للعراق ، وإنَّ وزارة الثقافة والسياحة والاثار ومن خلفها النخب والعناوين الفكرية والابداعية المختلفة تتطلع الى موقف جامع يعكس حرص الجميع على تجاوز الرؤى الخاصة وازاحة العقبات وصولاً الى المساحات والمثابات التي تلتقي عندها هواجس العراقيين .
وختم ابو رغيف تصريحه بالقول , أن جميع المقترحات والافكار التي قُدمَت بهذا الصدد من مختلف الاطراف ، تحمل قيمةً وطنيةً وتاريخية عليا وهي جديرة بالتبني والاعتزاز ، إلّا أن الاختيار النهائي يجب أن يحظى بأكبر قدرٍ من التأييد وأقل قدر من الاختلاف ، وهو ما حظي به التاريخ المذكور الذي صوت عليه مجلس الوزراء.