الثلاثاء 2025/7/1
( أبورغيف وثنائية الاعلام والثقافة.. ) بقلم / عبدالرسول الاسدي


( أبورغيف وثنائية الاعلام والثقافة.. ) 

   بقلم / عبد الرسول الاسدي

لأنه سليل التجربة العراقية الخالصة وأحد رموز الوسط الثقافي ومن ابرز الأصوات السياسية المعتدلة والمعالم الإعلامية الوطنية ، وهو الذي تربى في سوح الرجال وميادين الثقافة وانغرست تفاصيل نشاته في اروقة الاعلام فقد كان الاقدر على ان يمزج بين هذه الثنائيات بتلقائية تجعلنا نثق بأنه الأقدر لقيادة مؤسسة عتيدة مثل (هيأة الاعلام والاتصالات) ومن باب الكفاءة الذي منه يؤتى كل انجاز ويتحقق كل نجاح ويتكامل كل دور .

الاخ والصديق والزميل المبدع الكفوء الدكتور نوفل ابورغيف رئيس هيأة الاعلام والاتصالات الحاضر في ذاكرة المواقف الوطنية الطيبة والقادر على اعادة صياغة التجديد بحلة الانجاز كلما تقادمت خبرته وتراكمت معرفته لانه يملك ينبوعا من الأفكار والرؤية والابداع لاينضب .

فالاعلام في رؤيته صنو للثقافة يشكلان سويا (ثنائياً استراتيجياً في بناء الوعي العام وترسيخ الهوية الوطنية) لهذا يعيد التاكيد في كل مرة على أهمية إعادة هيكلة الخطاب الثقافي بما يحمي التراث العراقي الزاخر من التآكل، في ظل العولمة الرقمية والتسارع المعلوماتي.

 ففي الجلسة الحوارية التي اقيمت ضمن فعاليات مهرجان بابل وحين استعرض رئيس هيأة الاعلام والاتصالات الدكتور نوفل ابورغيف التحولات التي شهدتها الثقافة العراقية ، اشار الى التحديات البنيوية المعقدة التي تواجه المشهد في ظل التأثيرات الرقمية المتسارعة والمنصات المفتوحة ، وهذا الهاجس لطالما وجدنا فيه تحدياً حقيقياً للاعلام الرسالي الوطني الذي يحاول ان يزرع في المجتمع فكراً ووعياً مختلفا يتساوق مع المنهج الذي ننشده ويشتق تفاصيل كينونته من رسوخ فكرة رصينة مفادها ان الاعلام اداة مهمة واساسية للتاثير والنهوض .

الدكتور ابورغيف طالما أشاد بدور الاعلام في ترسيخ مفهوم الدولة المدنية والمؤسساتية، وأهمية دعم خطاب الدولة في مواجهة الفوضى الرقمية والمعلوماتية مع الالتزام بمبادئ حرية التعبير دون الإخلال بالثوابت الوطنية والأمن المجتمعي.

وهنا نجد انفسنا امام اشكالية معقدة لا يمكن ان تتبدد ضبابيتها الا حين تكون الهيئة بقيادة رجل يعرف جيداً معنى الكلمة وحرية الرأي المسؤول ويؤمن به في نفس الوقت الذي يمنح فيه الاعلام تلك القيمة المهمة وينيط به الدور الذي يستحق .

فالمهمة لم تعد مقتصرة على مراقبة اداء الاعلام التقليدي بل تعدته الى مضمار تنظيم العلاقة مع المنصات والنوافذ الالكترونية و مكافحة المحتوى الضار وخطاب الكراهية، وتعزيز أدوات الحماية الرقمية للمستخدمين.

وهذه المسؤوليات الجسام تتطلب مواكبةً ومراقبةً ومرونةً وقدرةً وكفاءةً عاليةً ويجب ان تتهيأ لها ادوات ساندة في مقدمتها الاعلام الوطني الذي يشارك الهيئة في حربها الضروس ضد كل من يسيء الى الفكر البناء والثقافة والوعي والذائقة العراقية .

ونحن لها .. ومع الهيئة بقيادة صاحب الفكر والثقافة والادب والابداع من اجل مجتمع محصن واعلام رسالي وطني .

……………..

سعد الركابي

بغداد


المشاهدات 1050
تاريخ الإضافة 2025/06/25 - 12:32 PM
آخر تحديث 2025/07/01 - 2:36 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 669 الشهر 669 الكلي 1420197
تصميم وتطوير