الشاعر نوفل ابورغيف .. تجربة فذة واحتفاء كبير في اتحاد الادباء
كتب / محمد اسماعيل
اقام اتحاد الادباء والكتاب في مقره ببغداد، أمسية احتفالية بتجربة الشاعر الدكتور نوفل أبو رغيف ضمن فعاليات الأسبوع الأدبي {نزهة ربيعة برفقة كتاب} أدارها وقدمها الشاعر والناقد د. فائز الشرع.
تحدث ابو رغيف في بداية الجلسة عن تجربته الطويلة بين حقلين مخلتفين هما حقل العمل الإبداعي الرؤيوي متمثلا بالقصيدة وحقل العمل السياسي الاداري والذي يتطلب صبرا واطالة.
قائلا عن تلك التجربة بأنها تحد كبير للوعي والذات.
مضيفا : لا خير في الشعر لو وظف بغير مجاله الإبداعي الجمالي ،فالشعر هو الشعر ،وهو غير معني بالتوظيف السياسي وحمل الاطر الإيديولوجية بل وظيفته طرح الأسئلة باطار جمالي إبداعي رؤيوي. أما حقلي السياسة والإدارة فهما حقلان مختلفان وينأيان عن الجانب الإبداعي؛ وهنا تكمن الصعوبة في قيادة تلك الحقول ضمن أنساقهما المختلفة.
لافتاً: إن التباين بين العمل السياسي والعمل الإبداعي الرؤيوي لا يعفي من إحترام احدهما الآخر،
مضيفا : قبل 2003 كانت الإيديولوجيا تؤطر المشهد الثقافي باتجاه واحد، الآن الإيديولوجيات النظيرة تستغل الفراغ الشاغر لتملاه، وهنا يكون الدور الحقيقي للمثقف والذي يكون دوره عضويا مع المجتمع وقضاياه الحية، ثم تلا الحوار قراءات شعرية من تجربة نوفل ابو رغيف مبتدأ «بأغنية سومرية»:
أيها البحر..
يا صديقنا الكبير..
أيها الصمت المهووس بالغياب،
ثم قصيدة «لغة المشاوير»:
علمتنا العشيرة أن نكتم عشقنا.. ونشحذ كبرياءنا.. كل يوم.. أمام الرحيل.. ونقترح موعداً قادماً عندما تشيخ المواعيد في ساحة الإنتظار،
خاتما تلك القراءات بقصيدة »الكتابة في زمن كوفيد»:
الدفاتر مركونة والصباحات خابية.. والمساء غريب..
والشوارع مأهولة بالفراغ.. لكن الطريق الى شارع المتنبي موحشة.. كئيبة.. وبغداد أكثر صمتاً وأوضح هجراً..
والجسور المهيبة بين الكرخ والرصافة.. تبسط أذرعها كي يمر النهار بلا شاهد.
وفي مداخلته بعد الجلسة، عقب
القاص شوقي كريم، عن تجربة الشاعر نوفل ابو رغيف : إن الشاعر اجاد الفصل بين الوظيفة والإنتماء الشعري وقدم تجربة يحتذى بها في قيادة الذات بين حقلين مختلفين من الصعوبة النجاح فيهما معا.
كما شهدت الأمسية حضورا لافتا لشخصيات ثقافية وسياسية وجمهور رصين، وانتهت الأمسية بتقديم شهادة تقديرية بأسم الاتحاد للشاعر الدكتور نوفل أبو رغيف قدمها الناقد الدكتور صبحي ناصر.