يقدم الشاعر نوفل ابورغيف في ديوانه (ملامح المدن المؤجلة) شهادةً نوعيةً على تجربةٍ غنيةٍ يَختزلُ فيها على نحوٍ فرديٍ، هماً ذاتياً ووعياً فنياً مثقلاً بحسٍ وطني له خصوصيته وفرادته مستوعباً حراكَ جيلٍ شعريٍ سعى الى كسر النمط السائد في الخطاب الشعري واستطاع _ الأندر وعياً من هذا الجيل _ أن يَتجاوز صعوبات هذا المسعى .
وفي الرعيل الأول من هذه الندرة يقفُ أبورغيف قامةً شعريةً متفردةً تترجم قصائدُ هذا الديوان تفاصيلَ شعرنتها لنثرية الواقع وهيمنة المتخيل فيها على المعتاد مما جاسته قرائح المكتشفين، وما حلَّقت به أجنحة الشعراء في فضاء الابداع الأَرحب .
الشاعر أبورغيف أحد أبرز الشعراء الذين أنجبتهم محنة العراق في مشهد الأَدب التسعيني بدءاً من رابطة المستنصرية مروراً برابطة الرصافة ومشروع (قصيدة الشعر) وليسَ انتهاءً ببلورة (بيت الشعر العراقي) .
وهو واحد من مجموعة راهنت على استعادة قصيدة العمود العربية هويتَها الراسخة على وفق رؤيةٍ معاصرة تزعُم حداثتَها فضلاً عن انفتاح متنه الشعري على قصيدة التفعيلة والنص المفتوح.