(( الوارثون _الثورة المغيَّبة 1982-1990))
(الحلقة الرابعة)
( الشهداء القادة )
(( الشهيد العميد مهدي صالح هادي الدفاعي ))
إن العمق الأسلامي والفكر الرافض للسياسات التي كان يتبعها صدام والبعث المقبور هي التي شكلت الحس الوطني المبكر الذي كان يتمتع به الشهيد (العميد مهدي الدفاعي) ليكون ذلك هاجساً له ولزملائه الذين اعدموا على يد النظام الصدامي، بعد أن كانوا تحت الرقابة والمضايقة المستمرة منذ مطلع الثمانينات من القرن الماضي ، حيث اشرت الجهات الاستخبارية أنه (متدين) وقد احيل بسبب هذه التهمة الى المحكمة العسكرية بتاريخ (1986).
• ولد الشهيد السعيد (العميد مهدي صالح الدفاعي) في محافظة الديوانية بناحية سومر سنة (1949) لأبٍ كان معلماً طيباً وتربوياً فاضلاً، ولأمٍ علويةٍ كريمة النسب، وفي ناحية (سومر) نشأ الشهيد وأكملَ دراسته للمرحلة الأبتدائية والمتوسطة، ثم أكمل دراسته الإعدادية في مركز محافظة الديوانية سنة (1965)، وكان محباً للقراءة والمطالعة ومهتماً بهما.
بعد تخرجه من (الإعدادية) في مدينة الديوانية قدم أوراقه للتنافس والقبول في الكلية العسكرية في بغداد وتم قبوله، فأكمل دراسته وتخرج منها برتبة (ملازم) في الجيش العراقي سنة (1968)، الدورة (45)، بالمرسوم الجمهوري المرقم (185).
كان الشهيد من الطلبة المجدين المتميزين وكان متفوقاً في دراسته وأدائه وانضباطه العالي مما انتهى إلى اختياره ليكون مدرَّساً في الكلية العسكرية اعتباراً من تاريخ تخرجه لغاية سنة (1976).
بعد ذلك تم ترشيحُهُ برتبة (نقيب) لدوره المتميز وكفاءته العسكرية ليكون مدرساً في (أكاديمية الخليج العربي للدراسات العسكرية) في البصرة، لغاية سنة (1980)،
وما أن بدأت الحربُ العراقيةُ الأيرانية حتى بدأ (رحمه الله) يتنقل في قطعات الجيش العراقي من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال حيث شغل منصب (آمر الفوج الأول) في اللواء الأول (فوج موسى الكاظم) لغاية سنة (1983)، وهو برتبة (مقدم) وهو أول تشكيل تأسس في الجيش العراقي، وكان مقرّهُ في محافظة العمارة، منطقة (الفكّة) حينذاك.
• عندما أصبح برتبة (عقيد) شغل منصب آمر لواء المشاة (422) الفرقة (18) وكان مقره في محافظة العمارة في منطقة (الشيب)، لغاية سنة (1985)، وهناك كانت العلاقة في أوجها مع الشهيد (القائد هلال أبورغيف).
انتقل بعدها الى العمل على حدود محافظة السليمانية وتحديداً في قاطع قضاء (بنجوين) بمنصب آمر اللواء (96) ضمن تشكيلات الفرقة السابعة، ثم أصبح آمراً لقاطع صلاح الدين في (شقلاوة) ضمن محافظة اربيل، حتى نهاية سنة (1987).
• وفي سنة (1988) تم انتقاله مجدداً الى لواء المشاة (422)، الذي خدم فيه سابقاً في محافظة العمارة (الشيب).
• أحيل على التقاعد في تشرين الثاني نهاية سنة (1988)،بعد انتهاء الحرب العراقية الأيرانية بشهرين.
• وبعد سنة من احالته على التقاعد وتحديداً في يوم (20/1/1990) تم اعتقاله من منزله في الديوانية، وبقى المنزل تحت الرقابة المشددة لعدة أشهر من قبل عناصر وأجهزة الأمن الصدامي والمخابرات.
ليلتحق الشهيد (القائد مهدي الدفاعي) بركب الشهداء بتاريخ (26/3/1990)، حيث أُعدم الشهيد مع ثلة الشهداء الأبطال وكانت الذريعة التي رفعها صدام وأجهزته القمعية هو سعي هؤلاء القادة الى (اغتيال صدام حسين وقلب نظام الحكم في العراق) بعد أن كانَ مخططاً لساعة الصفر ان يكون التنفيذ خلال الاستعراض العسكري في (6) كانون المصادف ذكرى تأسيس الجيش العراقي.
………………………..
https://www.facebook.com/share/p/iTvXuz2kijNoAj9A/?mibextid=oFDknk