بمشاعرَ تفيض حزناً وألماً ولوعةً ننعى رحيلَ المعلم والمبدع الكبير أديب الأطفال المخضرم الدكتور شفيق مهدي الذي فارقنا بعد صراعٍ طويلٍ مع المرض كان ينتصرُ فيه كل مرةٍ بصبره ِالمعهود وعزيمته المفعمة بالحياة حتى ساعاته الأخيرة ، لكنه هذه المرة يسلِمُ الراية ويتوارى الى الأبد ، لتخسَرَ الحياةُ الثقافية عموماً والمؤسسة الرائدةُ (دار ثقافة الأطفال ) أحدَ أهم أعمدتها ومثاباتها ورموزها منذ التأسيس ، بعد مشوار حافلٍ بالعطاء أغنى المكتبتين العراقيةَ والعربيةَ بتراثٍ زاخرٍ من الكتب والإصدارات القيَّمةِ المعنية بالطفولة في مختلف مجالات الفكر والمعرفة الاصيلة والابداع ، مسجِّلاً علاماتهِ الفارقةَ في إصدارات(مجلتي) و (المزمار) و(السلاسل القصصية والعلمية) ، قاصاً ومترجماً ومعداً للعديد من البرامج والمشروعات المهة في هذا الحقل الشاسع عبر ترجمة عشرات الروايات والنصوص من الأدب العالمي ومئات المقالات العلمية والإبداعية الغنية ، منذ سبعينيات القرن الماضي حتى أيامه الأخيرة ، الى جانب المؤلفات الرصينة التي صدرت عن دور نشر محلية وعربيةٍ مرموقةٍ في العراق والوطن العربي وتجاوزت ال(100) كتاب ، فضلاً عن عمله في حقول  الإذاعة والتلفزيون وكتابته لمئات البرامج والمسلسلات الخاصة بالأطفال وفوزه بجوائز الإبداع والتميز وإنجازه لأكثر من (100)كتاب ، ليشكل بذلك رصيداً ثقافياً وابداعياً ثراً سيبقى شاخصاً في ذاكرة الأجيال .
وهكذا يرحلُ علمٌ عراقيٌ آخرُ عن هذا العالم مخلِّفاً إرثاً معرفياً وجمالياً نفخرُ به على مر الأجيال.
وداعاً أبا حيدر أيها الحبيب الحميم المتوهج أبدا .
      
د.نوفل ابورغيف
عضو هيأة رعاية الطفولة
وكيل وزارة الثقافة والسياحة والآثار.
بغداد 2021/3/18